اَلْحَمْدُ لِلَّه الْاَوَّلِ بِلا اَوَّلٍ کانَ قَبْلَهُ، وَالْاخِرِ بِلا اخِرٍ یَکُونُ
بَعْدَهُ، الَّذى قَصُرَتْ عَنْ رُؤْیَتِهِ اَبْصارُ النّاظِرینَ، وَعَجَزَتْ
عَنْ نَعْتِهِ اَوْهامُ الْواصِفینَ. اِبْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِداعاً،
وَاخْتَرَعَهُمْ عَلى مَشِیَّتِهِ اخْتِراعاً، ثُمَّ سَلَکَ بِهِمْ طَریقَ اِرادَتِهِ،
وَ بَعَثَهُمْ فى سَبیلِ مَحَبَّتِهِ، لایَمْلِکُونَ تَأْخیراً عَمَّا قَدَّمَهُمْ
اِلَیْهِ، وَ لایَسْتَطیعُونَ تَقَدُّماً اِلى ما اَخَّرَهُمْ عَنْهُ، وَجَعَلَ لِکُلِّ
رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ، لایَنْقُصُ مَنْ
زادَهُ ناقِصٌ، وَ لایَزیدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زائِدٌ، ثُمَّ ضَرَبَ
لَهُ فِى الْحَیوةِ اَجَلاً مَوْقوُتاً، وَ نَصَبَ لَهُ اَمَداً مَحْدُوداً،